هوية المدرب القادم الذي سيخلف سانتياجو سولاري....

رغم خروج ريال مدريد من المنافسة على جميع الألقاب قبل أكثر من شهرين على نهاية الموسم، إلا أن أخبار مستقبل النادي تتصدر أغلفة الصحف الإسبانية والعالمية، والحديث الذي يشغل بال الجميع في الآونة الأخيرة هو هوية المدرب القادم الذي سيخلف سانتياجو سولاري عقب نهاية الموسم، أو حتى قبل ذلك. بالطبع هناك أكثر من أسم تم تداوله في الآونة الأخيرة، أبرزهم جوزيه مورينيو وزين الدين زيدان، وبدرجة أقل يورجن كلوب، ماوريسيو بوتشيتينو، يواخيم لوف وماسيميليانو أليجري، ومن المستبعد أن يفاجئنا فلورنتينو بيريز بمدرب آخر بعيد عن التوقعات مرة أخرى. دعونا نسلط الضوء على المرشح الأول بحسب معظم المصادر ألا وهو المدرب الأكثر إثارة للجدل جوزيه مورينيو، من الواضح أن بيريز معجب بفكرة إعادة السبيشل ون مرة أخرى، لكن يبدو أن هذا الاقتراح لا يلقى ترحيباً كبيراً داخل النادي سواء من اللاعبين أو أعضاء مجلس الإدارة. الحديث عن عودة مورينيو خلق انقساماً في صفوف جماهير ريال مدريد، خصوصاً بمنطقتنا العربية كون المدرب البرتغالي غير مرحب به من أنصار النادي في إسبانيا، ونحن سوف ننحاز في هذا التقرير لفئة على حساب الأخرى، وهي التي ترى أن التعاقد مع المدرب البرتغالي قرار غير صائب، وسوف نستعرض أسباب وأدلة منطقية توضح لماذا مورينيو سيكون خياراً كارثياً لريال مدريد. الريال ليس بحاجة لمشاكل جديدة الجميع يعلم أن الأجواء في غرفة خلع ملابس ريال مدريد متوترة للغاية، والأمر لم يبدأ منذ الأزمة الاخيرة بل منذ بداية الموسم، او حتى بعد رحيل كريستيانو رونالدو زين الدين زيدان، وتفاقمت الأمور بشكل أكبر في الأيام الماضية حتى وصلت إلى أن ينفجر سيرجيو راموس في وجه فلورنتينو بيريز ويحمله مسؤولية ما وصل إليه الفريق. التعاقد مع مورينيو لن يجلب الهدوء والاستقرار الذي يحتاجه الفريق وكان عنصراً اساسياً في الإنجازات خلال السنوات الماضية، بل سيجلب المزيد من الفوضى وإثارة الجدل، التوتر سيرتفع في غرفة خلع الملابس بشكل مؤكد لأن الصحافة سوف تصطاد كل صغيرة وكبيرة، حتى لو اضطرت لخلق شائعات أو تضخيم بعض الأمور، وهذا سينعكس على اللاعبين وعلاقتهم بالمدرب في نهاية المطاف. مورينيو لن يسيطر لا أفهم كيف يرى البعض أن وصول جوزيه مورينيو هدفه السيطرة على غرفة خلع الملابس بعد تمرد بعض اللاعبين هذا الموسم؟! المدرب الذي تم إقالته 3 مرات في 6 أعوام بسبب تدهور علاقته باللاعبين من المستحيل أن يتمكن من السيطرة عليهم، خصوصاً أن هذه التجربة ستكون الأصعب لأننا نتحدث عن فوضى عارمة ونجوم حققوا كل شيء في كرة القدم، حتى ان بعضهم يتفوق بمراحل على ما حققه جوزيه مورينيو طوال مسيرته كمدرب. هناك مساران لما سيحدث في ريال مدريد، الأول محاولة مورينيو فرض سيطرته على غرفة خلع الملابس بالقرارات الصارمة وما شابه ذلك، وحينها ستكون مجرد مسألة وقت حتى ينفجر به أحد اللاعبين وتبدأ المشاكل كما حدث في آخر 3 تجارب له، أو أن يحاول المدرب البرتغالي احتوائهم وتغيير فلسفته في التدريب، وحينها سيفقد السيطرة مع مرور الوقت أو يضطر للعودة لفلسفته المعهودة التي أطاحت به كثيراً، وهذا سيناريو من المستبعد أن يحدث أساساً لأن مورينيو لن يتنازل عن مبادئه. لا يمكن لبيريز تغيير أعمدة الفريق دفعة واحدة دعونا نكون منطقيين، مورينيو لا يحظى بعلاقة جيدة مع قادة ريال مدريد، نتحدث هنا عن سيرجيو راموس، مارسيلو، كريم بنزيما ولوكا مودريتش، والبعض سيرى أن النجم الكرواتي خارج المعادلة، لكن الحقيقة ليست كذلك لأن السبيشل ون كان يفضل عليه سامي خضيرة في معظم المباريات الكبيرة، وكان مودريتش في عهده مجرد لاعب مساند لخط الوسط، كما أن علاقته القوية مع راموس ومارسيلو التي بُنيت على مدار السنوات الماضية، ستجعله يقف في صفهم بالنهاية حتى لو كان على الحياد في الوقت الحالي. ولعلك تسأل، ما المشكلة؟ هؤلاء اللاعبين لم يعد في جعبته شيء آخر يقدموه للنادي بسب تقدمهم بالسن وانخفاض مستواهم، ويمكن التخلي عنهم بكل سهولة، نعم قد يكون هذا صحيحاً إلى حدٍ ما، لكن هل يستطيع بيريز التضحية بأربعة لاعبين بهذه الأهمية في سوق انتقالات واحدة وتعويضهم بلاعبين بنفس المستوى؟ بالطبع لا، لأن الفريق يحتاج لتدعيمات عديدة في جميع الخطوط، وهناك لاعبين آخرين رحيلهم يعد أولوية قصوى، لذلك لا يمكن لبيريز بيع نصف الفريق وجلب 11 لاعب دفعة واحدة، كما من غير المنطقي أن يترك الفريق بلا قادة ولاعبي خبرة. ما الذي يملكه مورينيو أساساً ؟ مجرد وضع مورينيو كأحد المرشحين لتدريب ريال مدريد هو أمر في غاية الغرابة، فعدا لقب الدوري الإنجليزي الذي حققه مع تشيلسي في ولايته الثانية، لا يوجد ما يشفع له لكي يقود ريال مدريد مرة أخرى. مورينيو قدم نصف موسم كارثي مع تشيلسي بجميع المقاييس قبل أن يتم إقالته، نحن نتحدث عن فريق كان يحتل المركز السادس عشر، أي أنه على بعد مركزين فقط من الهبوط، وبعد ذلك خاض أفشل تجربة في مسيرته مع مانشستر يونايتد، ولا داعي لذكر كيف تحول فريق الشياطين الحمر بعد رحيله وانتفض مع المدرب أولي جنار سولشاير. حتى مع ريال مدريد، لم يحقق مورينيو إنجازات مبهرة تجعل الإدارة ترى فيه طوق النجاة، 3 سنوات مع أفضل تشكيلة في العالم إلى جانب برشلونة، حقق خلالها 3 ألقاب فقط، زين الدين زيدان مثلاً حصدهم في ظرف أشهر، وأرجوك لا تعد لنغمة انه كان يتعرض لمؤامرة من قبل اللاعبين، لأنني سأقول لك عد إلى النقاط السابقة، ما الفائدة من جلب مدرب مكروه من قبل لاعبيه ثم نضع أعذار له أنه يتعرض لمؤامرات لكي يتم الإطاحة به ؟ هناك حقيقة غير قابلة للنقاش، مورينيو لم يحقق إنجازات مبهرة منذ ثلاثية إنتر ميلان التاريخية عام 2010، كان له بعض النجاحات المؤقتة، لكنها لم تدوم طويلاً، وسرعان ما كان ينهار كل شيء، نحن نتحدث عن عقد كامل من الزمن. سوق انتقالات بدون نجوم سوبر بوصول مورينيو، يعني هذا ان فلورنتينو بيريز قرر التضحية بجميع الصفقات التي تنتظرها الجماهير بفارغ الصبر، فلاعبين مثل نيمار، كيليان مبابي وإدين هازارد لن نراهم بقميص الريال، خصوصاً الأخير الذي كان أحد الأسباب الرئيسية لرحيل المدرب البرتغالي عن تشيلسي. اسم مورينيو أصبح يُنفر اللاعبين الموهبين في سوق الانتقالات، هذا المدرب حصل على سمعة سيئة في السنوات القليلة الماضية، وأي نجم سيفكر ألف مرة قبل أن يوافق على العمل تحت قيادته، ونحن نعلم جميعاً أن الريال بحاجة للاعبين من أعلى طراز لكي يتم رفع جودة الفريق ويستعيد النادي هيبته بعد رحيله كريستيانو رونالدو، وأقصى ما يمكن أن يجلبه بيريز بوجود السبيشل ون هو ماورو إيكاردي. أسلوبه وفلسفته .. حقيقة غير قابلة للنقاش أثناء الاستديو التحليلي لمباراة كلاسيكو الليجا في قنوات بين إن سبورت، تم سؤال مورينيو عن رأيه بلقطة اعتداء سيرجيو راموس على ليونيل ميسي، فأجاب أن اللقطة طبيعية جداً ولم يكن هناك مخالفة، ويرى أن قائد الريال فعل الصواب لأنه كان يريد رفع درجة حرارة المباراة على حد تعبيره، وذلك من أجل تحفيز زملائه على القتال بشكل أكبر. باستخدام أدنى قدراتك العقلية، يمكنك استنتاج مدى إعجاب مورينيو بما فعله راموس، وهذا يوضح لك نوعية كرة القدم التي سيقدمها في ريال مدريد، فئة كبيرة من الجماهير العربية تعشق مورينيو لأسباب عاطفية، منها شخصيته وحماسه وتصريحاته وما إلا ذلك، لكن ذلك يعميهم عن رؤية الحقيقة، وهي أن الفريق سيعود للعب بخشونة مرة أخرى، ويتحول لشيطان في نظر وسائل الإعلام، وكل ما تم تحقيقه مع كارلو أنشيلوتي وزين الدين زيدان من سمعة طيبة وأداء جميل إلى حدٍ ما سوف يتلاشى. ريال مدريد ليس بحاجة لجلب مورينيو كي يجذب كارهين جدد له، فمعظم الجماهير الأوروبية باتت تكره النادي لسيطرته المطلقة على لقب دوري الأبطال، ويركزون على كل كبيرة وصغيرة فيما يخص التحكيم والحظ وأمور من هذا القبيل ويتغاضون عن لقطات عديدة مشابهة لأندية أخرى، أو حتى للأندية التي يشجعونها، ووصول مورينيو سيضاعف هذا الكره بل سيجلب المزيد من الأعداء للنادي في وقت تسعى فيه الإدارة لبناء مشروع جديد. بالنهاية، القرار لك يا عزيزي مشجع ريال مدريد، هل تريد أن ترى فريقك المتوج بأربعة ألقب دوري أبطال في ظرف 5 سنوات يدافع أمام جيرونا وإيبار، ويلعب بخشونة مبالغ بها مثل أتلتيكو مدريد، وأن يعود برشلونة الملاك البريء في نظر الجميع ويتحول الريال للشيطان؟ أسئلة عليك التمعن بها جيداً قبل أن تؤيد التعاقد مع ما كان سبيشل ون يوماً ما.